سهير البابلي، ملكة الكوميديا السياسية التي اعتزلت الفن على المسرح.. وهذه وصية الشعراوي لها
سهير البابلى، فنانة كوميدية رائعة، لقبت بناظرة مدرسة الكوميديا، اعتبرت هرما من أهرامات الفن المصرى، فمن ينسى بكيزة هانم في التليفزيون أو سكينة في ريا وسكينة على المسرح
نجحت بجدارة في تمثيل أدوار تنتمى الى المسرح السياسى بأداء كوميدى ساخر، مشوار فنى طويل امتد أكثر من نصف قرن، كانت لها قفشاتها وإفيهاتها في مدرسة المشاغبين، العالمة باشا، على الرصيف وغيرها، ورحلت عام 2021.
هي بحق سيدة المسرح السياسي، ذلك اللقب الذي توجت به سهير البابلي عن أعمالها المسرحية التي تميزت بالجرأة السياسية، لم تحظ في بدايتها السينمائية بالبطولة، إلا أنها أصبحت واحدة من أيقونات المسرح المصري لتنافس قامات وأسماء كبيرة في عالم المسرح
فعملت في بدايتها مع أمينة رزق وسناء جميل في المسرح القومي، لكن بشخصيتها المتمردة صنعت تاريخا فنيا مختلفا ومميزا عن نجمات المسرح.
البداية مع تقليد الفنانين
ولدت سهير حلمي إبراهيم البابلي الشهيرة بـ سهير البابلي، في مثل هذا اليوم عام 1937، في مركز فارسكور بمحافظة دمياط، لكنها نشأت في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، مسقط رأس العائلة، وكان والدها معلم رياضيات وناظر مدرسة ثانوية، ظهرت موهبتها منذ صغرها بتقليد الفنانين وسط زميلاتها.
دراسة المسرح اولا
وبتشجيع من والدها التحقت سهير البابلى بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في نفس الوقت، وتتلمذت على يد أستاتذتها بالمعهد عبد الرحيم الزرقانى وحمدى غيث ونبيل الألفى، لتبدأ مسيرتها فور التخرج عام 1957 فقدمت 12 مسرحية وحوالي 40 فيلما و15 مسلسلا.
بدأت أولى خطواتها الفنية بالمسرح مع المخرج فتوح نشاطي إليه وساعدها في الانضمام إلى المسرح القومي فقدمت عددا من المسرحيات بدأتها بـ"شمشون وجليلة، قدمت بعدها مجموعة من المسرحيات منها: العالمة باشا، على الرصيف، الدخول بالملابس الرسمية، نص أنا ونص إنتى، سليمان الحلبى، ومن قبلها مدرسة المشاغبين التي قدمت فيها دور مدرسة الفلسفة ومواقفها مع مجموعة من الطلاب لتعكس حال المجتمع خلال فترة الانفتاح.
أما مسرحية “ بلدى يابلدى” التى كتبها رشاد رشدى عام 1968 واخرجها جلال الشرقاوى وهى تستعرض معاناة المواطن ايضا فى رمزية كاملة، رفضتها محسنة توفيق وقبلت بطولتها سهير البابلى وعرضت عام 1972.
ريا وسكينة قمة الكوميديا الاستعراضية
وكلها أدوار عن انحيازها للمسرح السياسى الذى يعتبر علامة أساسية فى مشوارها الفنى، وعلامة على تميزها ووعيها السياسى والاجتماعى قبل الوعى الفنى بدور المسرح فى المجتمع، وكان أجمل مسرحياتها " ريا وسكينة " التي استمر عرضها ثلاث سنوات على المسرح حققت من خلالها نجاحا كبيرا مع شادية وعبد المنعم مدبولى وأحمد بدير.
أما آخر أدوارها على المسرح فكانت في " عطية الإرهابية " التي عرضت عام 2005 مع المخرج جلال الشرقاوي، وتأليف إبراهيم مسعود وقام بالبطولة أمامها حسين الشربينى، جاءت المسرحية في ظروف ظهور تفجيرات إرهابية في مصر، وتتهم البطلة بأنها عضوة في تنظيم إرهابى وتتوالى الأحداث في إطار كوميدى.
وفاجأت سهير البابلى الجميع أثناء تمثيلها المسرحية بقرارها بأنها ستعتزل الفن وترتدي الحجاب، وتركت المسرحية، ووقتها استعان المخرج بابنته عبير الشرقاوي لتمثل الدور وتنقذ الموقف.